القائد طارق الأفريقي الحامل لرتبة زعيم في الجيش العثماني السابق كان أحد الضباط الذين خاضوا غمار الحرب والمعارك في ميادين القتال إبان الحرب العالمية الأولى في البلقان وشرقي أوروبا وفي لبيبا آخر سنوات الحكم العثماني.
ظل هذا الضابط مع مجموعة من الضباط والجنرالات العرب بعد أن وضعت الحرب العالمية أوزارها في حكم المتقاعدين، واختار طارق الأفريقي المعروف بشجاعته وحزمه وحماسته للقضايا العربية والإسلامية من دمشق وطنا له!!
كان ذلك الضابط ذا ثقافة واسعة وخبرات عسكرية متميزة يتقن اللغة العربية والتركية والألمانية والفرنسية إلى جانب لغة كان يتحدث بها في طفولته وهي لغة (الهوسا) النيجيرية.
أتم الضابط طارق الأفريقي دراسته الابتدائية في طرابلس الغرب (ليبيا) ثم أكمل دراسته الثانوية والعسكرية في إستانبول وفي ألمانيا.
عرفه الدمشقيون بالضابط الأسمر، كما عرفته الأندية ومجتمعات تلك البلاد بطلعته المهيبة وقامته الممشوقة، وأناقته وسمته العسكري.. أما رواد الثقافة والعلم فقد عُرف بينهم بالاطلاع الواسع، وغزارة المعرفة، وحفظ المقطوعات الكثيرة من أمهات دواوين الشعر العربي والتركي، مع فصاحة في اللسان وحسن استخدام لتلك الموروثات، وكان مع كل ذلك فكها يحفظ الكثير من الملح والطرائف يتحف بها من حوله في النوادي والمجتمعات الدمشقية.
كان من المتابعين بشغف لأخبار الجزيرة العربية لا سيما بلاد نجد والحجاز وكان من أوائل من اجتذبتهم عن طريق السماع شخصية الملك عبدالعزيز، وقد زاد اهتمام هذا الضابط بالملك عبدالعزيز، بعد أن قدر له أن يضم الحجاز والأماكن المقدسة إلى بقية مملكته، وربما كان مبعث هذا الاهتمام أن طارق الأفريقي هذا كان في يوم ما مساعدا لأحد أفراد الولاة العثمانيين على الحجاز.
اضغط هنا للمزيد