لمحة تاريخية عن الألغام، وتعريفها ومكوناتها، وأنواعها وأسلوب استخدامها.
تقديم: بابكر محمد محمد سليمان – منظمة جسمار مكتب الدمازين.
برنامج: مجموعة قائدات المرشدات الاهلية
الموقع: كلية تنمية المجتمع - الرصيرص
التاريخ: 16/7/2011
-1 لمحة تاريخية عن الألغام:
أ. منذ قرون عديدة، ابتكرت فكرة الألغام في الأوساط العسكرية ، وكانت تعني حفر نفق تحت تحصينات العدو، توضع فيه العبوات الناسفة لتدمير هذه الحصينات. ثم استخدم اصطلاح اللغم بعد ذلك لأي عبوات ناسفة ، تدفن تحت سطح الأرض مباشرة ، وتزود بوسيلة تفجير، تنفجر لدى ضغط / دوس العدو فوقها. وقد استخدمت في الحرب العالمية الأولى (1914 ـ 1918) ، كوسيلة للدفاع ضد الدبابات ، وأدى استعمالها إلى تطويرها ، وتحويلها إلى تصميمات ثابتة. وكان بعض منها متطوراً للغاية خاصة بعد تصنيع المادة المتفجرة (ت. ن. ت) TNT، والتي كانت بمثابة بداية صناعة الجيل الأول من الألغام المضادة للدبابات ، والتي أصبحت جزءاً من تسليح مختلف الجيوش. وقد استخدمت ، بكفاءة عالية ، في الحرب العالمية الثانية ، إذ استعمل أكثر من 300 مليون لغم مضاد للدبابات ، سواء من قبل قوات الحلفاء أو دول المحور. فتوطدت بذلك مكانة الألغام في ترسانات الجيوش.
ب. وكان من مساوئ استخدام الألغام ، في الحرب العالمية الثانية ، سهولة اكتشافها لكبر حجمها، ومن ثم يمكن للعدو إزالتها بسهولة، والاستيلاء عليها لإعادة زرعها لمصلحته. لذا، صنّع الجيل الأول من الألغام المضادة للأفراد، لتزرع مع الألغام المضادة للدبابات، وتكون سلاحاً معاوناً يعمل جنباً إلى جنب معها، بما يضمن عدم اقتراب أفراد العدو عند محاولتهم إزالة الألغام الأساسية.
ج. استمر تطوير الألغام ووسائل تفجيرها، فظهر، في أوائل الستينات وحتى أوائل السبعينات، الجيل الثاني من الألغام المضادة للأفراد وهي من نوع (Remotely Delivered Mines)، أي التي يمكن نشرها من مسافات بعيدة عن طريق الطائرات، وخاصة في عمق دفاعات العدو ومؤخرته، لإحداث خسائر به أثناء انسحابه، ووقف إمداداته. وقد استخدمتها القوات الأمريكية في الحرب الفيتنامية، وأُلقِي الآلاف منها على كمبوديا، وفيتنام.
د. استمر تطوير أساليب نشر الألغام المضادة للأفراد وبعثرتها، وظهر في الثمانينيات، قذائف المدفعية، والصواريخ الميدانية، وقنابل الطائرات الحاملة لها.
كما تطورت وسائل تفجيرها، لتكون "إلكترونية وموقوتة". وشمل التطوير الغلاف الخارجي للُّغْم، والمواد المتفجرة، والحشوة الرئيسية.
هـ. ونتيجة طبيعية للتوسع الهائل في استخدام الألغام، وخاصة المضادة للأفراد، وعدم تطهير الأرض منها بالدقة الكافية، فقد تزايدت أعداد ضحاياها، من المدنيين. فبينما كانت نسبة الإصابات في المدنيين بالألغام 15%، في الحرب العالمية الأولى، ارتفعت بحلول نهاية الحرب العالمية الثانية إلى 65% من إجمالي إصابات المدنيين خلال الحرب.
و.ويصنف السودان ضمن أكثر ستة دول أفريقية تأثراً بالألغام، إذ عرف السودان الألغام منذ الحرب العالمية الثانية في كل من شرق السودان والصحراء الشمالية الغربية منه، كما تأثر السودان بالألغام نتيجة لنزاعات دول الجوار إذ أمتدت الألغام إلي غرب السودان(دارفور ) في سبعينيات القرن العشرين أثناء سنوات الحرب الأهلية التشادية، إلا أنه قد أعلن عن تطهير تلك المواقع من الألغام عقب تسوية النزاع. كما سجل وجود ألغام في الحدود السودانية المصرية إذ أستخدمت لمنع تهريب الجمال من السودان إلي مصر. إلا أن الحرب الأهلية بجنوب السودان تظل هي السبب الرئيسي لتأثر السودان بالألغام والتي إندلعت منذ بدايات الإستقلال (1955م) وتوقفت لفترة عشر سنوات (1972-1983)، وأنفجرت مرة أخري في العام 1983م أكثر شراسة وأوسع إنتشاراً في جنوب السودان، و امتدت إلي بقاع أخري مثل جبال النوبة بوسط غرب السودان في العام 1985م، وأقليم الأنقسنا جنوب شرق السودان، وشرق السودان بولايتي كسلا والبحر الأحمر في العام 1996م .
أدت الحرب الأهلية في السودان إلي مقتل حوالي إثنين مليون مواطن ونزوح أكثر من أربعة ملاين آخرين ولجوء حوالي 350 ألف مواطن إلي دول الجوار .
يقدر عدد ضحايا الألغام بحوالي (70.000) مواطن 50% منهم فقدوا حياتهم ,( 92% من المصابين بشرق السودان من المدنيين). كما نفقت حوالي (3) ملايين من المواشي بفعل الألغام، كما تحول الالغام دون إعادة تأهيل البنية التحتية و الخدمات بالقري والمناطق الريفية وتعيق عملية اسعاف و إخلاء المصابين و مساعدة الضحايا في تلك المناطق، كما تمنع إستغلال الأراضي الزراعية والمراعي ومصادر المياه خوفاً أو تفادياً لخطرها.
تعتقد تقديرات مختلفة أن عدد الألغام المزروعة فى السودان تتراوح بين (500.000-2000.000 لغم ) في مناطق النزاع المختلفة. وأن أنواع الألغام المستخدمة تصل إلي حوالي (46) نوع منتجة في حوالي (16) دولة منها ( بلجيكا، الصين، مصر، إسرائيل، إيطاليا، الولايات المتحدة الأمريكية، الإتحاد السوفيتي، العراق وأيران)، حالت هذه الألغام دون أستخدام حوالي (10) مليون هكتار من الأراضي، كما أغلقت عدد من الطرق البرية والسكك الحديدية، الأمر الذي جعل الإعتماد بصورة أساسية لنقل المساعدات الإنسانية للمناطق ذات الحوجة مقصوراً فقط علي الطيران، ذو التكلفة العالية (مقابل كل دولار للغذاء حوالي خمسة دولارات تنفق على الترحيل الجوي ).
القومى لمكافحة الالغام فقط حالتين لحوادث الغام .
-2 تعريف اللغم:
هو كمية من المواد المتفجرة "مثل مادة TNT"، مغلف بغلاف خارجي، معدني أو خشبي أو بلاستيكي، ومزود بوسيلة تفجير "صمامة "Fuze" والمجهزة بوسيلة إشعال "مشعل Ignitor". وعند تفجير اللغم تدمر أو تخرب جنازير الدبابات أو عجل المركبات المدرعة وعربات نقل الجنود، ويصاب الأشخاص إصابات تصل إلى درجة القتل.
وينفَجِّر الصمام اللغم بعد أن تنفجر هي أولاً. بفعل تأثير خارجي فيها، ناتج من الضغط عليها، أو نزع فتيل أمانها، أو بأي وسيلة أخرى متطورة، إلكترونية أو زمنية أو مغناطيسية.
-3 الغرض من الألغام:
يجمع الألغام، كلها، هدف أساسي مشترك، هو أنها تحول دون استخدام الخصم "العدو" منطقتها في تحركاته، فلا يجد أمامه حلولاً أخرى، إلاّ تجنبها، أو تطهيرها، وما يتبع ذلك من أخطارٍ جمة.
-4 مكونات اللغم:
أ. يتكون اللغم، بصفة عامة، من الأجزاء والمواد الآتية:
(1) الغلاف الخارجي للغم، ويصنع من المعدن أو البلاستيك أو الخشب.
(2) المادة المتفجرة، والتي تكون عادة مادة ت.ن.ت. الشديدة الانفجار.
(3) المفَجّر وهي وسيلة تفجير الحشوة المتفجرة، من ثم، تفجير اللغم.
ب. وتنفجر وسيلة التفجير بإحدى الطرق التالية:
(1) تعرضها للضغط بدرجة محدودة، أو إرخاء "رفع" الضغط من فوقها.
(2) الشد أو إرخاء الشد بواسطة سلك إعثار.
(3) تعرضها للاهتزاز، أو الميل.
(4) ينفجر تلقائياً بعد مرور زمن محدد.
(5) إلكترونياً، ومن هنا ظهر المفجر الإلكتروني.
(6) مغناطيسياً، وذلك بتغيير المجال المغناطيسي، ومن هنا ظهر المفجر المغناطيسي.
-5 أنواع الألغام:
تتعدد أنواع الألغام، طبقاً للغرض من استخدامها، وتأثيرها، وطريقة نشرها وزرعها، كالآتي:
أ. طبقاً للغرض من الاستخدام:
(1) ألغام بحرية.
(2) ألغام برية (أرضية)
(3) ألغام خاصة (تفجير المنشآت والأهداف الاقتصادية وتدميرها). ومن أمثلة ذلك، تلغيم وتفجير آبار النفط والمنشئات الحيوية بالكويت بواسطة القوات العراقية، باستخدام مادة تفجيرية من عجائن TNT الشديدة الانفجار بمعدل يتراوح بين 20 ـ 30 رطلاً للبئر الواحد، وتزويدها بأجهزة التفجير، وكبسولات الإشعال اللازمة، وتوصيلها بفتيل سريع الاشتعال.
ب. وتنقسم الألغام الأرضية إلى:
(1) ألغام مضادة للدبابات.
(2) ألغام مضادة للأفراد.
(3) ألغام المياه الضحلة.
(4) ألغام الإضاءة.
ج. تقسم الألغام طبقاً لتأثيرها، إلى:
(1) ألغام انفجارية "ذات تأثير تدميري"
تعتمد في تأثيرها على موجة الضغط الناتج من انفجار المادة المتفجرة. والإصابة التي تحدث في الهدف، تكون نتيجة مباشرة للانفجار نفسه. وهذا النوع من الألغام يكون غلافه الخارجي من مادة خفيفة "من البلاستيك أو المعدن ذو سمك قليل"، بينما تزيد فيه كمية وحجم المادة المتفجرة. وتتوفر هذه النوعية في الألغام المضادة للدبابات، وبعض الألغام المضادة للأفراد.
(2) ألغام متشظية "ذات تأثير شظيي:"
تعتمد في تأثيرها على تأثير الشظايا الناتجة من اللغم بعد انفجاره. وهذا النوع من الألغام يتكون غلافه الخارجي، من حديد الزهر ومادة الفولاذ، وعند انفجاره ينتج عدد كبير من الشظايا، الناتجة من تفتت الغلاف نفسه أو المعبأة داخله. وقد يصل عددها إلى 1000 شظية، تتطاير إلى مسافات بعيدة لأعلى وللأجناب.
وعادة، يحدث اللغم، حسب وزنه، دائرة قتل قطرها 25 م، ونطاق إصابة يزيد على ذلك.
(3) ألغام كيماوية:
وهي معبأة بمواد كيماوية، بدلاً من المواد شديدة الانفجار، ينتج عند تفجيرها غازات حربية. وهذا النوع من الألغام محرم تحريماً دولياً.
د. الأنواع طبقاً لطريقة نشرها وزرعها:
(1) ألغام تقليدية، تُنشر وتُرص وتُزرع يدوياً بالأفراد، أو ميكانيكياً بواسطة مقطورات رص الألغام، أو بعربات مدرعة مزودة بتجهيزة خاصة للرص.
(2) ألغام مبثوثة عن بعد "مبعثرة"
وهي الألغام التي لا تزرع مباشرة بواسطة الأفراد، وإنما تصل إلى أهدافها، بعد تعبئتها داخل وسيلة أخرى
ومن أمثلة ذلك، قذائف المدفعية، والصواريخ، المعبئة بالألغام، والتي يتم إطلاقها بمدفع أو قاذف صاروخي أو من وسيلة مماثلة، لتوصيلها إلى منطقة الهدف، أو تعبئتها داخل قنبلة، يتم إسقاطها في منطقة الهدف، بواسطة طائرة.
والألغام التي تبث من مسافات بعيدة، يصعب تسجيلها، ومعرفة أماكنها، إذا طُمرت، لكونها تنتشر بطريقة عشوائية. ويتميز اللغم المبثوث بصغر حجمه، وفاعلية تأثيره. لذا، فإن أهمية اللغم الصغير الحجم تزداد زيادة ملحوظة. وعادة، يتم تزويد قذائف المدفعية والصواريخ الحاملة للألغام بطابات (صمامات، أو فيوزات) انفجار جوي، لتفجيرها في الجو فوق منطقة الهدف وبعثرة ما بها من ألغام.
-6 الألغام المضادة للدبابات:
أ. تعتمد في إصابة أهدافها على تأثيرها التدميري الناتج من انفجار المادة المتفجرة. وأثبتت العمليات الحربية في مسارح مختلفة، أن اللغم المضاد للدبابات لا يقل في تأثيره عن تأثير الأسلحة المضادة للدبابات.
ب. تستخدم للتأثير على الدبابات والمركبات المدرعة والعربات. وعند تفجيرها يتم تخريب جنازير الدبابات وعجل المركبات والعربات كما تتأثر جسم المعدة نفسها نتيجة موجه الانفجار، كما يمتد تأثير موجة الانفجار إلى إصابة الأفراد المعرضين لموجة الضغط.
يعمل عند ضغط (100 – 300 كجم) على قرص الضغط و قد يختلف الوزن المطلوب حسب النوع.
• 7اللغم المضاد للأفراد:
أ. هو لغم صُمِّم وصنع أساساً، لينفجر نتيجة الضغط عليه بمعرفة شخص، أو الاقتراب منه، أو المرور بجواره. ولذا، فهو يستخدم للتأثير على الأفراد.
ب. يحتوي بداخله على مادة متفجرة، يراوح وزنها من عشرة جرامات إلى 250 جراماً، وقد يصل في بعض الأنواع إلى 500 جرام. واللغم هو من النوع ذي التأثير الشظيي أساساً، ويوجد منه ما هو تدميري.
ج. يستلزم لتفجير هذا النوع من الألغام فيوزات (مفجرات) متعددة الأنواع، وأكثرها شيوعاً المفجرات الطرقية، والتي تعمل عند الضغط عليها، أو بإزالة الضغط عنها، وكذا المفجرات المزودة بسلك إعثار، كما يستخدم معها مفجرات زمنية.
د. تحدث هذه الألغام، في حالة انفجارها تأثير فتاك. وتتوقف درجة الإصابة، على حجم اللغم ووزنه، وكمية المادة المتفجرة. فالألغام التي تعتمد في تأثيرها، على موجة الضغط، تحدث إصابات تحت الركبة (في القدم والأرجل)، ولا تحدث إصابات رئيسية، فوق هذا المستوى، أمّا الألغام المتشظية، فتحدث إصاباتها في جميع أجزاء الجسم، وتزيد عدد الإصابات بالشظايا، كلما كان الشخص قريباً من الانفجار، وقد تصل درجة الإصابة إلى القتل.
مصمم للرص (الزرع) اليدوي، أو إسقاطه من الطائرات العمودية والمركبات.
ينفجر بضغط خارجي، حوالي 10 كجم من أعلى أو أسفل يكفي لبدء تشغيله وتفجيره.
تحذير: تُعرف أنواع أخرى لهذا اللغم واسمها VS 50 E03، وهي في الخدمة، وهي تضم شرك مضاد للتداول (الرفع) عالي الحساسية، وهو يشبه تماما اللغم VS 50.
.8 تعريف حقل الألغام:
مساحة من الأرض، ليس لها شكل معين، ومزروعة بالألغام في صفوف متراصة، يتوقف عددها على الغرض من حقل الألغام، وأهمية الاتجاه. ويتكون، عادة، من صفين إلى أربعة صفوف، ويراوح الفاصل بين كل خط والآخر من عشرة أمتار إلى 12 متراً، وتقل الفواصل في حقول الألغام المضادة للأفراد.
أ.الشروط الواجب توافرها في حقول الألغام:
(1) أن يكون محمياً بالنيران، وخاصة نيران أسلحة الرمي المباشر، ومدفعية الرمي غير المباشر.
(2) أن يكون ذا عمق مناسب، وكثيفاً، الكثافة الملائمة (عدد الألغام في المتر الواحد
(3) أن يكون مخفياً، ويحقق المفاجأة، ولا يكشف تفاصيل المواقع الدفاعية.
(4) أن يكون منسقاً مع باقي أنواع الموانع، والمواقع والقطاعات والنطاقات الدفاعية.
ب. أنواع حقول الألغام:
(1) طبقاً للغرض من إنشائها.
)أ) مضاد للأفراد.
)ب) مضاد للدبابات.
)ج) مختلط، يزرع فيه ألغام مضادة للدبابات وألغام مضادة للأفراد.
(د) ضد البرمائيين، للحماية ضد الهجوم، من اتجاه القطاعات البرمائية.
(2) طبقاً للوقت المتاح لإنشاء الحقل:
(أ) حقل ألغام مدبر:
وهو حقل يزرع بالألغام، في مناطق سبق استطلاعها، واختيارها على الطبيعة. تجهز الألغام وتزرع وترص، قبل بدء القتال بوقت كاف. ويستخدم هذا النوع في حالة توفر الوقت، لإجراء تحضيرات المعركة، مثل العمليات الدفاعية، وتأمين المناطق الابتدائية للهجوم.
)ب) حقل ألغام غير مدبر:
ينتخب منطقته، عادة، من الخرائط، وتنشر الألغام فيه بالوسائل الميكانيكية السريعة، مثل مقطورات رص الألغام، أو المركبات المجهزة بتجهيزه خاصة لرص الألغام، أو بالطائرات العمودية. ويعمل على هذه الوسائل أطقم من أفراد المهندسين العسكريين، وتسمى بمفارز الموانع المتحركة. وترص الألغام، في هذا النوع، مكشوفة فوق سطح الأرض، من دون دفنها، وزرعها. وتعد المناطق، التي ينثر فيها الألغام المبثوثة بالمدفعية، أو بالطائرات، ضمن حقول الألغام غير المدبرة.
ويستخدم في حالة عدم توفر الوقت الكافي لإنشاء الحقول المدبرة، وفي المواقف الطارئة أثناء إدارة أعمال القتال.
ج.طرق رص الألغام وزرعها :
(1) الطريقة اليدوية
وتنفذ بواسطة أطقم من المهندسين العسكريين المتخصصين، في هذا المجال.
2) ) بوسائل ميكانيكية باستخدام مقطورات رص الألغام
، أو باستخدام مركبات مجهزة لرص الألغام.
(3) باستخدام الطائرات العمودية
(4) الألغام المبثوثة، يتم نشرها وتوزيعها، بطريقة آلية، بعد انشطار الوسيلة المعبأ فيها الألغام، مثل: قذائف المدفعية، والصواريخ ، وقنابل الطائرات.
د. تسجيل المعلومات عن حقول الألغام، والمناطق والأهداف الملغومة، والشراك الخداعية
(1) تسجل حقول الألغام، وكذا مواقع الأهداف الملغومة، بإحداثيات دقيقة، على خرائط، بمقياس رسم مناسب؛ والتي يمكن عليها توقيع حدود حقول الألغام، وأبعادها، وإذا تطلب الأمر تسجيل تفصيلات أكثر، يمكن إعداد مخططات، موضح بها كافة التفاصيل.
(2) يستكمل تسجيل المعلومات عن الحقول، بتسجيل كافة المعلومات عن كل حقل، في سجلات "جداول"، يوضح بها أعداد الألغام ونوعها، وطريقة زرعها، ونوع المفجرات المستخدمة، وتاريخ زرعها، والأطقم التي جهزت الحقل… إلخ.
ه . الثغرات في حقول الألغام
هي قطاع من الأرض يتخلل حقل الألغام، لا يقل عرضه عن 30 متر، يتم تطهيره من الألغام، أو إبطال مفعولها ويتم فتح العديد من الثغرات في حقول الألغام بمعرفة الطرف المهاجم، لمرور قواته منها عند هجومه. وتفتح الثغرات بمعدل 6 ثغرات لكل كتيبة مهاجمة، 12 ثغرة للواء، 24 ثغرة للفرقة.
ويتم فتح الثغرات في حقول الألغام بإحدى الطرق التالية:
(1) الطريقة اليدوية
تُعَد أفضل الطرق، وأكثرها دقة، على الرغم من أخطارها، وتجري بواسطة أطقم من وحدات المهندسين العسكريين المدربين على هذا العمل، وتفتح الثغرات قبل بدء الهجوم وتحت ستر قصفات التمهيد النيراني للهجوم.
(2) ميكانيكياً
(أ) باستخدام كاسحات الألغام "الدقاقات"
وهي عبارة عن مجموعة من الأقراص المعدنية، والتي يتم ضمها على بعضها لتشكل الدقاقة، وتتكون الدقاقة الواحدة من 4 ـ 6 أقراص إجمالي وزنهم 9 طن، ويتم تركيب الدقاقة بأذرع في مقدمة الدبابة، وعند تحرك الدبابة من خلال حقل الألغام، تدفع أمامها الدقاقة التي تضغط على الألغام وتفجرها، وتفتح ثغرة عرضها 1.5 م في المشوار الواحد، ويستغرق زمن تركيب الدقاقة حوالي 15 دقيقة، وتتحرك الدبابة بسرعة 12كم/ ساعة.
(ب) باستخدام طريقة الكشط، باستخدام جهاز حديث، يعرف باسم، "الفلير"، وقد استخدمت هذه الطريقة في حرب تحرير الكويت، بمعرفة القوات البريطانية.
(3) تفجير الألغام في محلاتها بوسائل تفجير
(أ) باستخدام طوربيد البنجلور
وهو عدد من اسطوانات من مادة بلاستيكية، أو مادة مرنة، معبأ بها مواد متفجرة، وطول الوصلة 1.5 ـ 2 م، ووزن المادة المتفجرة 1.5 ـ 15 كجم في المتر الواحد، ويتم تركيب الوصلات ببعضها بالعدد الذي يغطي عمق الحقل، وتزود بالمفجر، ويتم توصيله بفتيل الإشعال، ويدفع في الحقل يدوياً بمعرفة الأفراد، وعند تفجيره، تنفجر الألغام الموجودة، في منطقة انفجاره. ومن ثم تفتح ثغرة، عرضها من 3 ـ 6 م، ويستغرق زمن تركيب وصلات الطوربيد، ودفعه وإعداده للتفجير، حوالي 10 دقائق.
(ب) باستخدام قذائف المدفعية الشديدة الانفجار
وذلك بإطلاق عدد من قذائف المدفعية الشديدة الانفجار على الحقل المراد تطهيره من الألغام. وفي هذه الطريقة، تُفَجّر الألغام بفعل تأثير الموجة الانفجارية والضغط الناشئ من انفجار القذيفة.
-9 ضحايا الألغام:
تثير الألغام المضادة للأفراد رعب العالم، بسبب قتلها للآلاف من الأبرياء المدنيين الآمنين. فالألغام المضادة للأفراد تقتل و تصيب شهرياً 2000 من نساء وأطفال ومسنين. وتصل نفقة علاج شخص تسبب لغم في بتر ساقه حوالي 3000 دولار أمريكي، في حين أن متوسط دخل الفرد في بعض الدول التي تنتشر بها الألغام حوالي 12 دولار أمريكي شهرياً. ويقدر عدد الأشخاص الذين بترت أعضاؤهم في أنجولا نتيجة لانفجار الألغام بعشرين ألف شخص، بعد خمسة عشر عاماً من الحرب، ومعظمهم من النساء والأطفال.
-10 مصاعب عملية إزالة الألغام:
من وجهة النظر العسكرية، تعدّ عمليات إزالة الألغام من المهام الصعبة والأنشطة المعقدة والخطرة، في الوقت نفسه، ويرجع ذلك إلى الآتي:
أ. ارتفاع نفقة إزالة الألغام، إذ تقدر بحوالي 1000 دولار أمريكي، لإزالة اللغم الواحد، أي مطلوب مائة وعشرة مليارات من الدولارات لإزالة كافة الألغام المنتشرة في العالم.
ب. الخطر الشديد المصاحب لعمليات إزالة الألغام وتفجيرها، إذ تقدر بعض المصادر، أن هناك اثنين من القتلى أمام كل خمسة آلاف لغم، مما يعني أن الخسائر المتوقعة عند إزالة كل الألغام المنتشرة بالعالم "110 مليون لغم" تقدر بحوالي 44 ألف قتيل.
ج. طول الوقت اللازم لتنفيذ مهمة الإزالة والتطهير.
11 - حظر استخدام الألغام في القانون الدولي
أ. نتيجة لويلات الحروب، انتبه العالم إلى الأخطار الفادحة التي تصيب البشرية من جراء استخدام الأسلحة بطريقة لا إنسانية، لذلك عُقدت المؤتمرات، وأُبرمت معاهدات دولية، لتنظيم استخدام وسائل القتال الشرسة. وقد بدأت الجهود الدولية اعتباراً من النصف الأخير من القرن التاسع عشر، وكانت أول معاهدة تتعلق بهذا الموضوع، هي إعلان بطرسبورج، في 29 نوفمبر عام 1868، في شأن حظر استعمال بعض القذائف. ومنذ ذلك التاريخ، والعالم ما برح يعقد الاتفاقيات التي تتعلق باستخدام الأسلحة.
ب. التشريع الدولي للألغام:
تُعدّ مأساة الدمار الناجم عن الألغام، التي ترقد ملايين منها فوق الأرض أو تحتها، من بين الويلات التي يعانيها سكان المناطق المنكوبة بالنزاعات المسلحة، إذ يوجد حالياً ما يزيد على 70 بلداً بها أكثر من 100 مليون لغم كامن في حالة خمول تتربص بضحاياها، وفي مقدمة الفئات المنكوبة بأضرار الألغام، المزارعون والنساء والأطفال. لذا، حظيت الألغام بنصيب من اهتمامات المنظمات الدولية، والتي أسفرت عن الآتي:
(1) اتفاقية بشأن زرع ألغام التماس البحرية الأوتوماتيكية، لاهاي، في أكتوبر عام 1907.
(2) بروتوكول بشأن حظر أو تقييد استعمال الألغام والشراك الخداعية والنبائط الأخرى، الملحق في اتفاقية حظر استعمال أسلحة تقليدية معينة يمكن اعتبارها مفرطة الضرر أو عشوائية الأثر والمعتمدة في جنيف، في 10 أكتوبر عام 1980.
(3) البروتوكول السابق الإشارة إليه والمتعلق بحظر استعمال الألغام والشراك الخداعية والنبائط الأخرى بصفته المعدلة، في 3 مايو عام 1996.
(4) مشروع اتفاقية حظر استخدام الألغام المضادة للأفراد
بعد أقل من خمسة أشهر، من إقرار البورتوكول المتعلق بحظر استخدام الألغام، والشراك الخداعية، والنبائط الأخرى، أو تقييدها، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، القرار الرقم 51/455، الخاص بإعداد مشروع معاهدة دولية لحظر استخدام الألغام المضادة للأفراد وتخزينها وإنتاجها ونقلها، والذي وافقت عليه 156 دولة، ومنها دولة السودان، وامتنعت 10 دول. وبناءً على هذا القرار، عُقد في أوتاوا مؤتمر، في أكتوبر 1996، تحت شعار "نحو حظر شامل للألغام المضادة للأفراد"، حضرته 74 دولة، وقد كُلِّفت النمسا بوضع الأسس الضرورية لمعاهدة دولية، ملزمة قانونياً بحظر الألغام المضادة للأفراد، ونوقش هذا الموضوع في مؤتمرين، عُقد أحدهما في بروكسل، والآخر في أوسلو، في 18 سبتمبر 1997، تم على أثره إعلان 89 دولة، عن موافقتها على توقيع الاتفاقية، وتُركت المعاهدة مفتوحة لجميع الدول، للتوقيع عليهـا في أوتاوا؛ في 3، 4 ديسمبر 1997، ووصل عدد الدول الموقعة على الاتفاقية 133 دولة، حتى 29 أكتوبر 1998.
12- بداية برامج مكافحة الألغام بالسودان :
هنالك عدد من الفعاليات التي تعمل في حقل مكافحة الألغام بالسودان ومنذ فترة، إذ تعتبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أقدم الفعاليات في هذا المجال إذ عملت علي إعادة التأهيل المادي أو العضوي، كما يقوم المستشفي العسكري بتقديم الرعاية والعلاج لمصابي القوات المسلحة، وخلال السنين السابقة كان يقتصر العمل في إزالة الألغام علي سلاح المهندسين لأسباب تتعلق بوضع الحرب، والآن دخلت منظمات طوعية وطنية في مجال إزالة الألغام للاغراض الانسانية مثل منظمة جسمارللامن الانساني و غيرها.
في يوليو 1997م تأسست الحملة السودانية لمكافحة الألغام وهى عبارة عن شبكة منظمات طوعية تنكون من حوالي (48) منظمة طوعية غير حكومية محلية ودولية وتطلع بالدور التنسيقي لكل مناشط المنظمات فيما يتعلق بمكافحة الألغام في مناطق سيطرة الحكومة، كما تستخدم برامج الألغام كوسيلة لبناء السلام والثقة من خلال علاقتها مع المنظمات في الجانب الاخر من السودان (مناطق سيطرة الحركة الشعبية) مثل منظمة إنقاذ حياة الأبرياء (OSIL).
و شكرا
أسئله ....