يقع كتاب قبائل الهوسا"دراسة وثائقية" في حوالي (315) صفحة من القطع الكبير وصدر ضمن سلسلة من تاريخ القبائل الإفريقية و قد كان مؤلفه الأستاذ الدكتور/الهادي الدالي يشغل منصب مدير مركز دراسات وأبحاث الصحراء في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي ..
إذ يقول في مقدمة كتابه "إن اهتمامه بدراسة البنية الاجتماعية لمجتمع إفريقيا فيما وراء الصحراء يرجع إلى تلك الفترة التي كان فيها مديراً لمركز دراسات وأبحاث الصحراء حيث كان يتردد عليه باستمرار شباب من أبناء إفريقيا من مختلف البلدان والقبائل منهم مشائخ وسلاطين وشعراء وقصاصون"..
ويمضي قائلاً"وتوثقت عرى المحبة بيني وبينهم من خلال زياراتي المتكررة لمدنهم وقراهم"..هذا وتعرف المؤلف من خلال ذلك بشخصيات سياسية وعلمية وسعت مداركه ومعارفه،وكون من خلال تلك الزيارات واللقاءات مكتبة وثائقية، ونهل من ينابيع علومهم وحكمة مشائخهم وسلاطينهم وشعرائهم..
وبناء على هذا الكم المعرفي أصدر سلسلتين؛الأولى أطلق عليها سلسلة (من التاريخ الثقافي المشترك لإفريقيا فيما وراء الصحراء وشمالها) والثانية سماها سلسلة (من تاريخ القبائل الإفريقية) التي يعتبر هذا الكتاب الثاني منها.
الكتاب الذي بين أيدينا يضم بالإضافة إلى المقدمة أربعة فصول وخاتمة.
- الفصل الأول بمباحثه الأربعة:-تناول فيه المؤلف جوانب الحياة السياسية عند قبائل الهوسا،وتحديد مناطق وجودهم جغرافيا،وأبرز دولهم وقيام دولة كانم برنو ودولة مالي الإسلامية وأشهر ملوك مالي،وقيام دولة وادي الشعب التشادي ومقاومته المسلحة ضد الفرنسيين..كما تحدث عن أشهر سلاطين قبائل الهوسا وصراعاتهم السياسية وتناول أهم أقاليم بلاد الهوسا.
- الفصل الثاني الذي ضم أربعة مباحث:- تم تخصيصه للحديث عن ملامح الحياة الثقافية لدى الهوسا..فتحدث عن مراحل التعليم لدى الهوسا،وأبرز المراكز الحضارية لديهم تلك التي تمثلت في المساجد وبعض الزوايا وجامعة سنكرى،ومدينتي غات و غدامس..
كما تناول بالشرح أهم أعلام الهوسا وما قاموا به من أدوار في ازدهار الحركة الفكرية،وأثر اللغة العربية على لغة قبائل الهوسا من حيث التشابه بين اللغتين ونقاط الالتقاء في الأصوات بينهما ، والمفردات المشتركة بين كل من اللغة العربية ولغة الهوسا.
- الفصل الثالث ..وخصصه المؤلف للحديث عن جوانب الحياة الاجتماعية عند الهوسا..فتناول الوضع الاجتماعي وطبقات المجتمع لدى هذه القبائل والمرأة ومكانتها ولباسها وزينتها.. وشرح لنا المؤلف في المبحث الثاني من هذا الفصل المناسبات والاحتفالات الأسرية والدينية لدى الهوسا مثل تسمية المولود و ختانه، ومراسم الأفراح وبين طريقة الاحتفال بمولد سيد الكائنات (صلى الله عليه وسلم) لدى هذه القبائل..
وانتقل للحديث عن المأكولات وما يستعمله أفراد هذه القبائل من أدوات للطبخ؛ومن ثم انتقل إلى الكلام عن الغناء والموسيقا وأدوات الطرب لديهم، كما لم يغفل الحديث عن الحرف والصناعات والأمثال والحكم والألغاز وأثرها في ثقافة أبناء قبائل الهوسا، واختتم هذا الفصل بالحديث عن الجنازة ومراسم الدفن.
- الفصل الرابع: تم تخصيصه لتحقيق مخطوط عبدالقادر ابن المصطفى عن (إمارات الهوسا السبعة)..فقدم لنا تعريفاً بصاحب المخطوط أردفه بتحقيق لهذا المخطوط.
أما في خاتمة الكتاب..فأورد لنا المؤلف جملة توصل إليه من نتائج نبرز في هذه المساحة بعضاً منها:
- أفادت الدراسة بأن قبائل الهوسا ممالك وسلطنات وأقاليم تبوأت مكانتها وأثبتت أهميتها في إفريقيا كما كان لها دور في الحضارة الإنسانية.
- أثبتت الدراسة أن التعليم في المنارات الهوسوية جله يمر بمراحل شبه مرتبة.
- توصلت الدراسة إلى أن لقبائل الهوسا مراكز حضارية كان لها إشعاع على الشرق والغرب والشمال والجنوب.
- توصلت الدراسة إلى أن للمجتمع الهوسي إرثاً حضارياً ينم على رقي حضاري ومستوى أخلاقي رفيع من خلال مراسم الزواج و الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، ومن خلال الأمثال والقصص و الحكم والألغاز الشعبية.
- أثبتت الدراسة أن قبائل الهوسا حضارية لها منارات علمية و علماء أفذاذ أدوا دوراً مهماً في الحركة العلمية في إفريقيا و خارجها.
- يزيد عدد المتكلمين بلغة الهوسا عن 280 مليون نسمة، وأثبتت الدراسة انتشارهم في إفريقيا وحبهم لتعليم لغتهم لغيرهم.
- أثبتت الدراسة أن الصراع الذي دار بين إمارات الهوسا و سلاطينها من جهة،و الزعيم الفلاني عثمان بن فودي كان مرده إلى الصراع على السلطة السياسية و الروحية.
منقول