مفخرة القبيلة

[b]قالت لي الفتاة الشابة ، والدموع تملأ عينيها ، إنها تشعر بالخجل والذل والعار ، لأنها بعد أن تعلمت وحصلت على الدبلوم لم تجد عملا ، واضطرت أن تعمل خادمة لتأكل ولتعطي أمها عشرة جنيهات كل شهر تعيش عليها هي وأشقاؤها الثلاثة ! إنها تكنس وتمسح البلاط وتغسل ، أصابع يدها تشققت وتشوهت ، وهي تخجل أن تقول لزميلاتها في الدراسة إنها تعمل شغالة تبدأ عملها المضني من الساعة السادسة صباحا إلى ما بعد منتصف الليل ..
قلت لها إنني أحترم حاملة الدبلوم التي تعمل شغالة .. ألف مرة أكثر من إبنة المليونير العاطلة التي لا عمل لها إلا زيارة بيوت الأزياء والجلوس في الصالونات والتحدث في التليفونات .
عمل الشغالة ليس عارا ، وإنما العار أن يعيش الشاب أو الشابة على أهله ، وأي عمل شريف لا يُخجل ، فالعمل شرف والبطالة هي الذل والعار! أبشري فأنت مفخرة القبيلة : -

فراشات وأزهار ونفحات الرياحينِ تحي فيك ملهمة لمجتمع التكارينِ
لأنك من بَنَـــا الأمجاد ، فانطلقت وأنت النصــــــــــــــــــف للدِينِ
قِـــفِي وَاسْتبشِرِي فَرحــــــــــــــــاً فنبعك لم يزل يروي البساتيـــــنِ
فأنتِ ربَابَـــةُ الأربَابِ والألبـَــــابِ يـَا شرفٌ يُعّظِمهُ السَــــــــلاطِينِ
أيَا اُمّاهُ يـَـا أختَّاهُ يَا وَطَـــــــــــناً فَحقُكِ مَغْرمـــــــــاً فاقَ المَلايِيّنِ
فــــمهما أنحني أدبـــاً وإجـــلالاً فلن أقضي لك الــــــــــــــــــدَّينِ
أعِزُّك يــَـــا أنَا ، كَرمًــا وعِـرفاناً لَأَنْتِ مُعزّزةٌ مِن الدِيـــــــــــــــنِ
ووهنك يا صَفاءُ الــروحِ مُعجزةٌ مِن البَّارِي ، فَكَان العَطْف والِّلينِ
فخير الخلق استوصى بنا خيرا سنحفظه في شتى المياديـــــــنِ
أيا حـواء مهلا نــــرتجي صفحا وعفوا منك يا أم المساكيـــــــــن
سَــمّوتِ بنا للعلـــــــياء صامدة وفي جنبيك تشــــــتعل البراكــين
فحــقا أنت مــدرسة وتضحيــــة وأمنية تترجمها البراهــــــــــين
بـنو الهوسا يحـيوا فيك جــوهرةً ستبقى فـــي الدنا شرفُ العناوين

] حكاية مصرية للكاتب مصطفى أمين ]
معاناة هذه الشابة وما بها من أوجه التشابه مع معاناة بنت القبيلة دفعتني لإضافة النصوص السابقة والتي أتمنى أن تنال الرضى والقبول من حواء الهوساوية التي تمتلك من ناصيتي أكبر قدر من الإحترام والتقدير لأنها ، الأم والأخت والزوجة والإبنة ، لن أبالغ إن قلت لها [ يا أنا ] لأنها تستحق ذلك .رسالتي الأولى والأخيرة لها !!
انت السفيرة لنا فمثلينا خير تمثيل بشرط [ أن لا تخضعي للقول فيطمع الذي في قلبه مرض ]
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ـــــــــــــ حتى يراق على جوانبه الدم
فاستعيني بالله في الحل والترحال ، وأتقي الله في السر والعلن ، فلن يخزيك الله أبدا .
وفقك الله يا فخر القبيلة .