مفهوم خاطئ حول نظرة البعض من المجتمع السوداني للهوسا
كثيرا ما ينظرالبعض من المجتمع السوداني علي أن ينسب كل ما هو قبيح الي قبائل الهوسا فينظر الي هولاء الناس بسخرية وإستعلاء بناءا علية تاتي تساؤلات واستفهامات عنيفة كيف يتحصل الهوسا والفلاتة علي الجنسية السودانية وهم وافدون ؟؟ وتارة لاجئون وتارة اخري نازحون ؟؟ حين تقال هذه العبارة فالمقصود منها هو الإساءة وليس مجرد سؤال تضع في نهايته علامة استفهام لتاتي الإجابة بمعرفة الكيفية , والبعض من افراد المجتمع السوداني يتعمدون هذه الإساءة في مواجهة قبائل معينة ذات اصول وجزور افريقية أو تلك التي تنحدر من دول غرب افريقيا ويقيني التام أن للهوسا في هذه الإساءة نصيب الأسد لأنهم الأكثر ثم الفلاتة وربما البرنو إذ لا توجد قبائل وفدت الي السودان من غرب افريقيا سوي هذه القبائل .
والسؤال المعتاد كيف يمتلكون العقارات والاراضي السكنية والزراعية ويبنون أشهق البيوت في مدن السودان وقراها بالاضافة الي سيطرتهم في المجالات المهنية والزراعية والتجارية وغيرها كانهم في دار كانو. ولم يبقي لهم إلا الوصول لمقاعد السلطة والله يستر !!
هكذا ظلت قبائل الهوسا تتعرض لمثل هذه الشتائم من وقت لآخر ويأتي هذا الإستفزاز من باب الكراهية ويمكن تسميتها زينيوفبيا (xinophpia) بمعني كراهية الغريب فهذا مرض نفسي يصاب به الكثير من الشعب السوداني فالهوسا ليسوا غرباء في السودان حتي تشملهم هذه الكراهية , فما تعرض له الهوسا من بعض السودانيين ما تعرضت له الامة الاسلامية من قبل اليهود والنصاري , ولا احد ينكر أن هناك إجحافا في حق قبائل الهوسا وإنكارا لوطنيتهم في السودان وإستخفافا مستمرا بهم وصل الي درجة خدش كرامة الانسان الهوساوي وجرح مشاعره من قبل بعض المواطنين الذين يدًعون أنهم السكان الأصليين لهذا البلد وكالوا ما فيها الكفاية من الغساءات بمختلف ألفاظها لهذه القبائل سمعنا ما سمعنا والله يكرم السامعين
رنت هذه الشتائم علي مسامع كل هوساوي وهناك من قام برد فوري علي المسيئين لعدم قدرته علي تمالك أعصابة وهناك من كظم الغيظ إمتثالا لأوامر الدين وإيمانا بكلام الله ورسوله تاركا حقه ليؤخذ في يوم معلوم رافعاً شعاره المعروف بسلميته المعهودة (نابروا الله ) .
فيا أيها السودانيون الأحرار السادة الفصحاء أتقوا الله الذي جعلكم اسيادا لهذا البلد الذي تدفق في العجم إياكم والقبلية والسباق علي الأفضلية وإدعاء العزة فالعزة لله ويقول علي بن ابي طالب كرم الله وجه
الناس من جهة التمثيل أكفاء أبوهم آدم وامهم حواء
إن كان لديهم من أصلهم نسب يتفاخرون به فالطين والماء
فيا سادتي الأعزاء إن بقاء الهوسا في السودان طال وفاق الحد القانوني المسموح به للحصول علي الجنسية السودانية وتاريخهم الذي يمتد لأكثر من ثلاثة قرون يشفع لهم نأهيك عن صفحات التاريخ الحقيقي حددت أن بلاد الهوسا كانت تمدت من بلدة سواك الي آخر شبر غربا للقارة الافريقية ويرجع ذلك الي عصور بعيدة قبل ميلاد المسيح علية السلام منذا ان كانت ديانة سيدنا ابراهيم علية السلام هي المتاحة لأهل الارض وقبل ظهور الاسلام بأكثر من 150 عاما . تقلصت بلاد الهوسا التي كانت تمتد من النيل الابيض الي ساحل غينيا ومن ثم تقلصت بلاد الهوسا التي أمتدت اخيرا من جمهورية تشاد غربا الي المحيط الغربي لا نريد نبش كراكيب الماضي البعيد البعيد لفترات ما قبل القلم فلنكتفي بهجرة الهوسا المحمدية أي هجرتهم الي البيت العتيق والتي بدا عبور اول فوج لحجيج الهوسا وكان ذلك عام 999م وكان الطريق الرئيسي الذي يعبر بالسودان عام 1716 منذ ذلك الزمان طاب لهم المقام واستوطنوا في السودان . وسكبوا الغابات حتي قامت في مكانها مدن تزاوجو مع القبائل الاخري وانصحروا وتمازجوا حتي انعدم صفاء دمها الاصلي وفقدت نقاوته العرقية بزوبان أكثر من ثلث القبيلة في القبائل الاخري بعامل التزاوج والتصاهر .
حيث ظلت قبائل الهوسا تساهم في التنمية الطنية وإصلاح المجتمع وتدفع بدولاب التطور الي الامام حرفيا زراعيا تجاريا وعسكريا ويشهد علي ذلك التاريخ منذ المهدية .
ومن ينكر جهاد وإجتهاد الهوسا في هذا الوطن . فهو إما مكابر وإما انه جاهل في مغبة التاريخ أوانه صاحب غرض في خلط الاوراق فوقفة الهوسا موثقة في دار الوثائق القومية وكل الاقاويل التي قيلت في الهوسا لو أجتمعت لا تكون كتاباً منزلاً حتي لايأتيه الباطل من بين يديه وكينونة الهوسا الشرعية وحقهم في الاستيطان يكفله لهم التاريخ والدستور والقانون ومهما طغت مشاعر الكراهية لا تستطيع أن تمحو ذلك الحق من ذاكرة العارفين ولا من الاوراق الثبوتية المسجلة في دواوين الحكومات المتعاقية .
والقبائل التي تفتخر أنها سودانية الأصل معظمها وافد الي السودان من عدة دول مختلفة وقارات أيضا وهناك من وفد الي السودان من أوربا ومن آسيا فكيف يدُعون سيادة البلاد أكثر من قبائل الهوسا التي لها أولوية أنها من القارة الافرقية نأهيك عن دورها الذي سبق الذكر .