الهوسا يخطفون أضواء نجوم الغد!

[size=18][b] الهوسا يخطفون أضواء نجوم الغد!/فيصل علي سليمان الدابي/المحامي
ا
02/12/2011 17:10:00

فيصل علي سليمان الدابي/المحامي

من المؤكد أن حلقة نجوم الغد التي أعاد تلفزيون قناة النيل الأزرق تقديمها في صبيحة يوم الجمعة الموافق 2/12/2011 سوف تظل عالقة بأذهان المستمعين والمشاهدين السودانيين لفترة طويلة بسبب تقديم أغنية هوساوية رائعة كانت الفنانة الخالدة عائشة الفلاتية قد تغنت بها في الزمن الغابر الجميل!
فبعد سلسلة من الانتقادات القاسية واللاذعة التي وجهتها لجنة تحكيم برنامج نجوم الغد لأداء معظم النجوم الصغار لعدد من الأغنيات السودانية المعروفة، الناطقة بالعامية السودانية التي يفهمها جميع السودانيين، بسبب سوء الاختيار والوقوع في فخ اللحن الدائري ذي النغمة الرتيبة المتكررة والذي يخلو من التلوين الصوتي ولا يساعد المؤدي على إبراز قدراته الصوتية المتنوعة والإجادة في قمم الارتفاعات اللحنية والتجلي في انبساطات السهول النغمية والابداع في سفوح الانخفاضات الموسيقية ، فجر الثنائي صابرين وفاطمة مفاجأة غنائية من العيار الثقيل عندما قامتا بأداء تلك الأغنية الهوساوية الرائعة التي قدمت بلغة الهوسا وانتزعتا اعجاب المشاهدين والمستمعين وإعجاب لجنة التحكيم على الرغم من عدم تمكن أغلبهم من فهم معانيها ولعل أجمل ما في تقديم هذه الأغنية الهوساوية هو تنفيذ فكرة الثنائي فاطمة وصابرين المتمثلة في ارتداء الكورس لزي الهوسا أثناء ترديد مقاطع هذه الأغنية الهوساوية الراقصة!
إن نجاح تقديم هذه الأغنية الهوساوية عبر برنامج نجوم الغد يثبت بشكل أو بآخر أن التراث الغنائي السوداني هو تراث شديد التنوع والثراء ويقدم درساً مجانياً لجميع الفنانين السودانيين الناشئين مفاده أن نجاح الأداء الغنائي لا يتأتى فقط بثقب آذان المستمعين والمشاهدين بتلك الأغنيات المعروفة المصاغة بالعامية السودانية والتي يحفظها ويفهمها الجميع بل من الممكن تحقيق الإبهار الفني الشديد عبر إبراز التراث الغنائي السوداني الناطق بغير العامية السودانية لأن الموسيقى هي لغة الشعوب والقبائل في كل أنحاء العالم ، فالنغم الجميل والايقاع الموسيقي الرائع يتذوقه ويستمتع به الجميع بغض النظر عن اللغة المصاحبة له ولعل تقديم هذه الأغنية الهوساوية بتلك الصورة الناجحة يفتح الباب لتقديم المزيد من هذا التألق الفني السوداني الأصيل، فكثير من القبائل السودانية لديها أغنيات محلية رائعة باللغات الأفريقية أو النوبية أو اللغة السودانية العامية ولا تجد نصيبها المستحق من الترويج الإعلامي في الفضائيات السودانية، ومن الممكن مثلاً تقديم أغاني الطمبور الشمالية بمشاركة كورس يرتدي زي أهل الشمال ومن الممكن تقديم أغاني شرق السودان بمشاركة كورس يرتدي زي أهل الشرق وهذا شيء رائع دون شك لأنه سوف يبرز العبقرية الغنائية السودانية المذهلة ويعكس التنوع الموسيقي السوداني المدهش الذي يسعى البعض إلى تهميشه أو وضعه في الرف مع سبق الإصرار الترصد لأسباب سياسية مغرضة لا علاقة لها بالفن الجميل بأي شكل من الأشكال! وهنا يجب التأكيد على حقيقة فنية ثابتة وهي أن طريق فن الغناء السوداني إلى العالمية سوف لن يتحقق إلا عبر إبراز التراث الموسيقي والغنائي المحلي الأصيل لكافة القبائل السودانية بدون فرز والذي لا يُمكن بأي حال من الأحوال حصره في حقيبة واحدة حتى لو كانت حقيبة كرومة وسرور ولا يجوز الإدعاء بوجوده في مدينة واحدة حتى لو كانت تلك المدينة هي أمدرمان!
ولأن الشيء بالشيء يذكر فما زلت أذكر حتى تاريخ اليوم انبهاري الشديد عندما استمعت ، أثناء فترة دراستي الجامعية، لأغنية رائعة من جبال النوية أدتها فرقة عقد الجلاد تخللتها عبارات "كجكلو كمان ماندي" إذا لم تخني الذاكرة فقد طربت لها أشد الطرب آنذاك رغم عدم فهمي لمعاني كلماتها ومازلت اتساءل حتى الآن لماذا لا يعاد بثّ تلك الأغنية النوبية الرائعة القادرة على إبهار العالم كله بتنوعاتها الموسيقية الفذة في الفضائيات السودانية ؟! لماذا لا يقوم أي فنان ناشيء من المشاركين في برنامج نجوم الغد بإحياء تلك الأغنية النوبية الرائعة والمشاركة بها في المنافسات النهائية لهذا البرنامج الغنائي السوداني الناجح؟!
على أي حال، الشكر كل الشكر لبرنامج نجوم الغد على مساهمته الايجابية في إبراز التنوع الفني والثقافي السوداني الجميل ونطالبه بالمزيد من ذلك ، وهذا حق من حقوقنا ، فقد مللنا من الاستماع إلى ذات الأغاني التي سمعناها آلاف المرات من آلاف الأصوات ونريد الاستماع إلى الكنوز الفنية السودانية المخبئة التي لم نستمع إليها من قبل وفي الختام لا أملك إلا أن أعلن عن إعجابي مجدداً بتلك الأغنية الهوساوية الرائعة وأن انتهز الفرصة السانحة وأهدى تحياتي الحارة إلى كل أصدقائي من الهوسا الذين عملت معهم في الحدادة في خشم القربة ، القدمبلية ، الفاو ، جبل الأعور وبرياب وعلى رأسهم حاج إبراهيم ، وكل أصحابي من الهوسا الذين درست معهم في جامعة الخرطوم وعلى رأسهم حديدوز ، وكل أصدقائي من الهوسا الذين عملت معهم في المحاماة في مدينة كسلا وعلى رأسهم ميسرة ولا يملك المرء إلا أن يقول بلا تحفظ "ايوه كده ، اهو ده السودان

التسجيل موجود علي youtube علي الرابط التالي : https://www.youtube.com/results?search_query
منقول من sudaneseonline
علي الرابط التالي : http://www.sudaneseonline.com/arabic/index.php/l

موضوع رائع

بابكر محمد محمد سليمان